منتديات نور الصباح
دون كيشوت دو حدكورت 133893537771
منتديات نور الصباح
دون كيشوت دو حدكورت 133893537771
منتديات نور الصباح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةنور الصباحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دون كيشوت دو حدكورت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مزيان طارق

دون كيشوت دو حدكورت 9s000642
مزيان طارق


عدد المساهمات : 844
الجنس ذكر
وطني : دون كيشوت دو حدكورت 1moroc10
السٌّمعَة 0
نقاط 139194
احترام القوانين : دون كيشوت دو حدكورت 110

دون كيشوت دو حدكورت Empty
مُساهمةموضوع: دون كيشوت دو حدكورت   دون كيشوت دو حدكورت I_icon_minitimeالأربعاء 10 فبراير 2010, 05:50

دون كيشوت دو حدكورت















هده قصة للكاتب المغربي:عبد الغني بنكروم منقولة من
موقع:Arabicstory.net


حدكورت مدينة صغيرة يفصلها عن مدينة ’جرف الملح‘ نهر ورغة. تحتفل احتفالا
بهيجا ورائعا بعاشوراء لأنه يصادف انتصارنا في بطولة كرة القدم. في حين
تعلن جرف الملح الحداد حزنا على مقتل ’علي‘ عميد الفريق. اشتريت بالمناسبة
لعبة لولدي عبارة عن مسدس رشاش. أمضيت كل الصباح ألعب به في انتظار ولدي
وأمه القادمين من زيارة لصهري. شعرت بالملل وأحسست بضيق شديد لما تأخرا علي
وخفت أن ينقلب عيدي حدادا وأقتل بتهمة التواطؤ مع جرف الملح. هرولت إلى
الهاتف لما رن فإذا به صهري يخبرني بموت ولدي إثر اصطدام الحافلة بشاحنة
أمريكية كانت متجهة إلى القاعدة العسكرية بمدينة القنيطرة. فقدت عقلي للتو
وهذه هي قصة جنوني كما حكاها لي اقطيب.


خرجت من المنزل والمسدس اللعبة في يدي وأنا أدعو الناس إلى التأهب
والاستنفار. وضعت كيسا بلاستيكيا أسودا على رأسي حتى العنق كان كل مرة
يلتصق بشفتي وأنا أفكه وأعود إلى الكلام. ولما رآني اقطيب على هذه الحال
والمسدس بيدي، تبعني في حين ابتعد عني كل الناس وأخذوا موقف المتفرج
والمشفق. لم يدركني اقطيب حتى كنت أصعد شاحنة البلدية لرمي الأزبال التي
تركها السائق وراح يلعب كرة السلة. انتبهت إلى اقطيب وقلت :


- أنا دون كيشوت دو حدكورت! مغامراتي ستكون حقيقية والعدو ليس وهميا. علينا
يا اقطيب أن نبدأ بما نستطيع فعله ولا بد أننا سنستطيع فعل شيء. ثم بعدنا،
سيحدو حدونا الكثير ونكون بذلك قد أطلقنا الشرارة الأولى لتغيير وجه
العالم. اصعد معي ولا تنس أن تضع قناعا واقيا مثلي.


- لكن يا سيدي!


- منذ الآن لا تقل يا سيدي لأن هذا القول يعني أنك عبد والعبد لا يحسن الكر
كما قال عنترة. علينا قبل بداية أية معركة تحرير الشعب. أنت حر يا اقطيب.
حر و حر وحر. وإذا مت فالتقطني واضرب عدوك بي. أتعرف درويش؟


- أمقت الخطابات السياسية والشعارات. أحب الرويشة.


- حين يغني : ’يا الليييل! أنا والشمعة والليييل. هي دمعة وأنا دمعة‘ أهكذا
يكون الأبطال؟


- تصادف جرحا في قلبي وعجزا في همتي فأتأثر بها بالغ التأثر.


- وأنا كذلك حينما أسمع الدكالي يغني:’ في السفح خيمتي، و في ذرى الجبال
همتي، لكنني... لكنني... لكنني بينهما مكسر الجناح‘ ينتابني نفس الشعور
لكنني... لكنني... لكنني لا أستسلم!


أخذ اقطيب كيسا من شاحنة الأزبال ووضعه على رأسه حتى يلعب مثل حمقي
ويقترب مني أكثر. غير أني فاجأته لما بدأت الشاحنة تسير ورأى المفاتيح في
يدي تركها السائق المدلل لدى رئيس المجلس البلدي معلقة على المقود. دخان
كثيف يصّاعد من الشاحنة وصوت المحرك يصم الآذان وأنا أقول لاقطيب بصوت
مرتفع والمسدس في يدي:


- اسمع يا اقطيب! علينا أن نحرر العالم من المخانز. هذا الأمر لا يتطلب سوى
الشجاعة والإقدام. قد نعرض أنفسنا للمخاطر فنموت أو نحيى بشرف. وقد لا
نعرضها فنموت أو نحيى بذل. والعيش تحت المذلة موت نسميه حياة. أنت لا تفهم
في المنطق كثيرا لكنك ستفهم بسهولة أن من يرضى بالذل ميت في كلتا الحالتين و
من يخاطر حي في كلتا الحالتين.


فهم اقطيب كلامي بصعوبة وقد بدا غير متأكد مما فهم وهو يبلغني ما سمع. خاصة
وأن صوت محرك الشاحنة كان يشوش عليه السمع والقناع البلاستيكي يغلق فمي من
حين لآخر. خرجت الشاحنة من حدكورت. أخذت تقترب من غابة الأوكليبتوس لما
لاح أمامنا قطيع غنم. توقفت وقلت:


- أنظر يا اقطيب إنهم المخانز!!


- من سيدي؟


- لاتقل سيدي! أنت الآن على موعد مع البطولة أو الشهادة. قل لي أيها الفارس
دون كيشوت دو حدكورت. كل الأوهام التي حاربها دون كيشوت دولامانشا
سنحاربها نحن بالفعل. أرأيت المخانز هناك؟


- أيها الفارس المغوار إنه قطيع غنم!


قهقهت ساخرا ثم قلت:


- إنهم المخانز يا اقطيب ألا تشاهد وحشيتهم بقناة ’البحيرة‘ الفضائية؟


- كل الإعلاميين كذابون بدون استثناء.


- انتبه! ليس كذبا أنهم يظهرون في شكل أغنام أو خنازير أو كلاب. المهم
بالنسبة لهم خداع العدو حتى إذا ما اقترب وهو غير مستعد انقضوا عليه بدون
رحمة ولا شفقة كالذئاب الجائعة. أرأيت في الخلف؟ إنه قائد الفيلق.


- أيها الفارس المقدام ذاك محمد ولد الشاوي أعرفه جيدا.


- قلت لك انتبه! حينما تكون أمام المخانز لا تدعي كل المعرفة فإن لهم قدرة
على التمويه كبيرة. حتى صديقك يشترونه بالمال! اِلبس القناع الواقي من
الغازات السامة ولا تتردد.


وجد اقطيب في الفكرة فرصة سانحة للخروج بالشاحنة من الطريق المعبدة
ومحاصرتي على الأراضي الرعوية إلى أن يجد العون للإمساك بي وأخذي للمستشفى.



- نعم أيها الفارس النبيل! لن ترضى نزالا غير نزال قائد مثلك. فاقصد قائد
المخانز واتركني مع الغنم.


- إياك أن تسميهم غنما حتى لا تحاربهم كغنم. سأتكفل أنا بالفيلق واذهب أنت
إلى القائد غير خائف. لا تحسبنه كطارق بن زياد أو أحمد المنصور الذهبي. إن
قائد المخانز ترتعد فرائصه إذا نطت ضفدعة بين قدميه. وإنما قوة الجيش
الضاربة تكمن في أسلحة الدمار والأدوات الإلكترونية وكذلك المرتزقة من
أمريكا اللاتينية والسود والانتهازيون من الأقليات. لكن تمهل! علينا مباغتة
العدو من الخلف. إن المسلمين رغم أنهم كانوا يتمتعون بحماية إلهية انهزموا
في معركة ’أحد‘ لما أتاهم العدو من الخلف.


حولت اتجاه الشاحنة عائدا إلى المدينة واقطيب يشجعني ويثمن الفكرة لأن حظوظ
القبض علي وسط المدينة أكبر. وبالفعل ما أن اقتربت من المخرج الثاني حتى
كان رجال الشرطة في انتظاري بالحواجز. نظرت إلى اقطيب قائلا:


- إن المخانز كثيرو الحيلة والمآمرة. أنظر كيف قطعوا عنا الطريق حتى لا
نباغتهم من الخلف.


- أيها الفارس دون كيشوت! إنها الشرطة وعليك أن تسلم نفسك.


- كل شرطة العالم أصبحت في خدمة المخانز. إنها القوة يا اقطيب تولد الجبن
في نفوس الضعفاء لكن ليس في نفسي أنا الذي قرأت تاريخ العظماء ورواية
سرفانتس.




لم يبق أمامي إلا أن أتوه في دروب المدينة. الطريق الأول أوصلني إلى
إدارة الولاية وانتهى هناك. وقفت أمامها وكأني غير متابع بشرطة وأخذت أفسر
لاقطيب:


- انظر كم هي ضخمة وعظيمة هذه البناية. لقد كان جدي - بأمر من المستعمر-
يحمل أحجار البناء في جلبابه ضمن شباب القرية، وينقلها من ’عين وزيف‘ حتى
هنا. كان عملا إجباريا ومجانيا يفرضه المستعمر وتتناوب عليه كل القرى
القريبة. حينما يرى الناس البناء الآن يُشِيدون بالاستعمار لأنهم لم يرهقوا
بحمل الحجارة تماما كما يقف ملايين السياح أمام الأهرام يتسلون ويرضون
ساديتهم بالتفرج على عذاب آلاف المصريين الذين فروا من طاغوت فرعون.


- لو عاد الاستعمار أيها الفارس، سيأتي بالآلات ولن نحمل حجارة! ونحن أيها
الفارس لسنا على حال نخشى زواله وقد يأتي الاستعمار بأحسن منه!


- آلاتهم ستصم آذاننا و تقطع أيدينا و تلوث هواءنا. أرجوك لا تسمع كلام
الانتهازيين الذين يحبون الاستعمار ويعيشون على القوادة له.


- وهم يحترمون حقوق الإنسان!


- أي نعم! لكنهم لن يعتبروننا إنسانا، لأن الإنسان هو من يدافع عن كرامته
بالفطرة. ومن لم يفعل فهو أقل من حيوان.


دهش اقطيب من كلامي حتى كاد يظن أنني عدت إلى صوابي خاصة وأنني كنت أتكلم
بدون قناع وأقود الشاحنة بتحكم جيد. لكن ظنه خاب لما توقفت في ملتقى طرق
يكتظ بالتلاميذ والأساتذة والموظفين. الشرطة على مقربة منا يتبعوننا من
الخلف منتظرين فراغ خزان الشاحنة من البنزين. نبهني اقطيب قائلا:


- الأطفال يا دون كيشوت يجتمعون حولنا.


- نعم الأبطال تعرف صنوها.


- قلت الأطفال أيها الفارس- وليس الأبطال.


- لا أرى إلا أبطالا! الأطفال هم الذين وقعوا اتفاقية جرف الملح واعترفوا
بها كدولة مستقلة فتنازلوا بذلك عن حقنا في الكلأ والماء ومزقونا شيعا
ومللا.


ثم بدأت أحذر الناس من المخانز وأرمي بأكياس البلاستيك إليهم وأنصحهم
قائلا:


- أنا دون كيشوت دو حدكورت فارس التحرر. أيها الأبطال اِلبسوا الأقنعة
الواقية من الغازات السامة فإن المخانز ديمقراطيون خطيرون يضربون
باليورانيوم المنضب والنابالم والفسفور الأبيض. صواريخهم ودباباتهم مستعدة
لنشر الديمقراطية في كل بقاع العالم ونحن مستهدفون أيضا.


كبر الحشد ولبس كل التلاميذ الأقنعة الواقية ووقف الأساتذة والموظفون
يتفرجون والتلاميذ يهتفون في مرح وسخرية:


- عاش دون كيشوت دو حدكورت. عاش فارس التحرر.


رغم أن عميد الشرطة صديق حميم لأبي منذ عام الجبهة (1963)حين كانا في
خندق واحد ضد الماركسيين ورغم أنهما لازالا يتبادلان المصالح والامتيازات
في العقار ومساعدات الدولة والمنح فقد اضطر للأمر باستعمال العنف والقنابل
المسيلة للدموع، فأخذت أصيح:


- اِلبسوا أقنعتكم! الديمقراطيون يضربون بالفسفور الأبيض.


أخذوني إلى المستشفى فهربت منه. ألقي علي القبض مرة أخرى. يا لطييييف
أدركني وقت العمل!سأحكي لكم ’محاكمتي‘ في قصة أخرى على نفس الموقع إذا عدتم
إليه وهي أجمل من هذه صدقوني وعودوا تسمعوني في كامل قواي العقلية بدل هذا
الخبل. عدوا من فضلكم! الحكي يشفيني من خبلي وقد يشفيكم من واقعكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tariqko.yoo7.com
 
دون كيشوت دو حدكورت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نور الصباح ::  ::   :: القصص و الروايات-
انتقل الى: