منتديات نور الصباح
تحفةالنظار............. 133893537771
منتديات نور الصباح
تحفةالنظار............. 133893537771
منتديات نور الصباح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةنور الصباحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحفةالنظار.............

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مزيان طارق

تحفةالنظار............. 9s000642
مزيان طارق


عدد المساهمات : 844
الجنس ذكر
وطني : تحفةالنظار............. 1moroc10
السٌّمعَة 0
نقاط 139194
احترام القوانين : تحفةالنظار............. 110

تحفةالنظار............. Empty
مُساهمةموضوع: تحفةالنظار.............   تحفةالنظار............. I_icon_minitimeالأربعاء 10 فبراير 2010, 05:47



رحيل

يدخل خالد البيت لتستقبله أمه بابتسامة عريقة يملؤها الحب والحنان فتبادره
القول:أريد أن اخطب لك يا خالد ابنة جيراننا نوره فهي تتميز بالجمال
والنعومة.

سرح خالد بفكره ليعود بشريط ذكرياته إلى الوراء..

ليعود إلى أيام من الصعب نسيانها..إنها أيام الطفولة..

تذكر نوره التي كانت اعز اصدقائة ومن احبهم إلى قلبه..تذكر اللعب والمرح ..


تذكر قطعة الحلوى التي كان يقتسمانها ..

تذكر عندما كان يتسابقان فتسقط نوره على الأرض باكية .. فيبادر إلى حملها
وتهدئتها ..

ليرجع إلى الواقع بصوت أمه الحنون : أين سرحت ياخالد ما رأيك بقولي ؟

ينظر إليها بابتسامة باردة " ليكتب الله مافية الخير"..

تمضي الأيام تتحرك بصورة سريعة ليترتب معها كل شئ فقد جاء موعد الخطبة ..

فيجلس خالد وهو بشوق كبير لرؤية نوره بعد كل هذا الزمن ..

تقبل تلك الخطوات الهادئة لتدخل عليه وتجلس على طرف الكرسي ..

محاولة رفع رأسها لعلها ترى من كان في زمن الطفولة صديق وحبيب..

وأخيراً ..

تلتقي النظرات فتبدأ حب الطفولة بالحياة مرة أخرى .

خالد يقول في نفسه : يالله إنها هي لم يتغير من جمالها شيء .. لم تتغير تلك
النظرات البريئة والهمسات الناعمة ... فيقطع تفكيره خروجها من الغرفة ..

تمضي الأيام وكلا الطرفين في شوق ليوم اللقاء يأتي ليزف معه الفرح والسرور
.. ( يوم الملكة )

ويبدأ الحفل والكل يغمره الفرح من أجلهما ثم انتهى اليوم ليبقى الخطيبان مع
بعضهما في جو يملئه الحب ...

مر على هذه الفترة أكثر من أسبوعين ... ليلتقيا في يوم جديد دخلت نوره على
خالد وأبتسامتها لا تفارق شفتيها .

نظرت في عين خالد لتحس بإحساس غريب..سألت خالد عما يضايقه؟!

فأجابها بصوت مبحوح يعلوه الحزن: نوره يجب أن نفترق..

عجزت نوره عن الكلام..اكتفت بالنظر في عينيه وكأنها تسأله لماذا؟!

فيسترسل في قوله: "أنا احبك..ومن اجل هذا يجب علينا الفراق..ذهبت اليوم إلى
المستشفى لأجري بعض التحاليل والفحوصات.... ففوجئت بالنتيجة:من الصعب علي
الإنجاب!..

ضاع الكلام من عقل نوره وكأنها لم تصدق ما تسمع..

اكمل خالد:"العلاج سيدوم مده طويلة ونسبة نجاحه50% فلن أتضحي بحياتك أبدا
على حساب حياتي..لن أحرمك من الامومه .. نوره ليس لك سبيل سوى
النسيان..انسي كل يوم جمعنا سويا عيشي لحياتك أنتي..واعتبري ما بيننا حلم
من أحلام الليل اخترق نوره سكوت رهيب لم تستطع حتى إن تنطق كلمه الوداع..

عزم خالد على الرحيل..
مسح بيده على وجه نوره ثم مضى ولم يشعر إلا وإذا بنوره تمسك بيده..
وهي تهمس له بصوت يتخلله العبرات..."لا تذهب أرجوك"..لا تدعني وحيده أنا لك
ولست أريد أن أكون لاحد غيرك..إن تركتني ستحطم حياتي المبنية على
أحلامك..أنا أريد العيش معك..وبأذن الله ستشفى من مرضك وسيملئ حياتنا الفرح
والسرور والحب..أرجوك انتظر..إن ذهبت ستحطم حياة كل منا ستصبح أنت بعيد
وفي عذاب وأنا بعيده وفي عذاب..أرجوك فكر قليلاً اعترض هذا الموقف فترة صمت
تتخللها الدموع المنهمرة من عيني نوره..ثم قالت بصوت يكاد يتقطع من شدة
العذاب:"أحبك"اعطني وعدا انك لن تتركني اذا كنت تحبني.

ثم مدت يدها إليه...ما إن حصل هذا الموقف حتى شعر خالد بان حبه لنوره قد
زاد ومن الصعب عليه تركها فأنسحب من الغرفة دون أن يلقي كلمه واحده وكانت
الدموع هي السبيل الوحيد .

مضت الأيام وكل دقيقه تمر على نوره تشعرها بالخوف من رحيل خالد حتى آتي يوم
الزفاف...كان يوما يملئه الفرح والسرور..كان يوما انشد به
العصافير..وتراقصت به أغصان الشجر..وتفتحت الورود وانتشرت رائحة الرحيق في
الجو..

سارت حياة خالد ونوره مثل أي زوجين يجمعهما الحب والوفاء والتضحية تحركت
الأيام وكأنها تعتري قطاراً سريعا ينقلها إلى بعد ثلاث سنوات...

استيقظت نوره من النوم لتجد أن خالد غير موجود .. فخرجت مسرعة فوجدته جالسا
وتعتريه نظرات الحزن واليأس جلست نوره في جواره وسألته ما بك ؟

نظر إليهاوقال "هاقد مرت ثلاث سنوات ولم يتغير أي شي ..أنتي تخدميني
..تسهرين على راحتي ..تحبينني وتخلصين لي وأنا أقابلك باني أحرمك من
الأمومة ..

قاطعته نوره:"إن هذا الشي يبد الله عز وجل فلا تقطع الأمل ولا تيأس من رحمة
الله ..أما عن نفسي فأنا لا أريد أطفالا أريدك أنت"

مضى على هذا الشي حوالي شهرين ونصف لتتلقى نوره نتيجة تحاليلها في المستشفى
وكأن الدنيا كلهابيدها ..أسرعت لتزف البشرى لخالد الذي سالت دموعه بمجرد
سماعه هذا الخبر وسجد لله شكرا وتعظيما .

بادر خالد إليها بالأوامر :لا تتحركي .. لا تذهبي ..لا تنهضي.. وغير ذلك
واستمر طيلة تسع شهور وهو يسهر على راحتها عسى أن يرد لها بعض الجميل ..وفي
اليوم المنتظر أحست نوره بقرب موعد خروج الطفل أخذت تصرخ من الألم مما جعل
زوجها يستيقظ بسرعة وينقلها إلى المستشفى ..وهنا تمت عملية الولادة بسهوله
ويسر .

"الممرضة " حمد لله يا خالد زوجتك أنجبت لك بنت جميلة "

خالد"والفرحة تشع من عينيه هل أستطيع رؤية زوجتي لو سمحتي "

الممرضة"نعم تفضل .

دخل خالد ليجد نوره تجلس على السرير وفي حضنها ابنتها الصغيرة اقترب خالد
منهم ووضع اصبعة في يد الطفلة وهو ينظر إليها وكأنه لم يصدق بعد ..

قالت نوره انظر كم هي جميلة قال خالد هي جميلة مثل عينيك ..

لتقاطعهما الممرضة : (إن الطبيب يريد رؤيتك ألان ) ..

ذهب خالد إلى الطبيب وجلس أمامه .قال الطبيب : "أنت يا خالد رجل مؤمن"

خالد : ماذا هناك أيها الطبيب !

الطبيب: زوجتك أصيبت بسرطان الدم .

في هذا الوقت صعق خالد ونهض من الكرسي ولم يستطيع أن يسمع حديث الطبيب
..خرج يجر خطواته في طرقات المستشفى ..ضائعا لا يعلم أين يذهب .. ودموعه
تسير على وجنتيه فتحرقها انتهى بهي المطاف ليصل إلى غرفة نوره .. فإذا بها
تبكي .. اقترب منها فنظر في عيناها لم يستطع الكلام وكان شي قد عقد لسانه
فاكتفى بالنظرات التي اامتلاءت بالدموع ..

قالت نوره :أنا لست حزينة لاني سأرحل ..لا بل سأرحل وأنا سعيدة لاني حققت
لك حلمك .. لكن وصيتي ألا خيره هي ابنتنا أرجوك اعتني بها حتى تصبح بنت
صالحة

استمر خالد في سكوته وصموده والدموع تزداد في عينيه حاولت نوره أن تغير
الموقف الحزين ..بسؤال عفوي :ماذا ستسمي ابنتنا يا خالد وهي تعلوها ابتسامه
صفراء ..هنا حاول خالد جمع الكلمات ودفع الحروف ليهمس أخير بكلمه واحده ..
(رحيل) .

في هذا الوقت حل صمت رهيب لنجد أن نوره قد فارقت الحياة وهي تحتضن ابنتها
رحيل

اسودة الدنيا بعين خالد وكأنه قد غرق في بحر من العذاب والألم أحس برحيلها
وكان الدنيا قد رحلت معها وكان موجا من اللام قد اندفع على شاطئ هذا
المسكين ليفرق كل حياة كانت فيه .....

كم كان هذا الموقف صعبا وثقيل على قلب خالد لم يدري ماذا يفعل ..كانة نوره
مستلقية على السرير وهي جسدا بلا روح وترتمي بين أحضانها ( رحيل ) اخذ يطيل
نظره في رحيل التي تيتمت من قبل أن تكمل من حياتها حتى يوم واحد ..عذبته
براءة عينيها ونعومة جسدها ومحاولتها فتح عيناها الصغيرتان ..عذبه حنينها
إلى أن تبقى مرتمية في أحضان أمها إلا أن القدر آتي مسرعا لينهي كل شي .

حمل خالد رحيل التي فارقت أحضان الحنان في سن جزت فيه التعبير اكتفت بمد
نظراتها اتجاه تلك الانسانه التي استلقت على السرير يحلوها ابتسامة ناعمة
لا تفارق شفتيها ووجه بانت عليه معالم الجمود .. اخذ خالد يجر خطواته
الثقيلة وهو يحمل ابنته اليتيمة ليخرج من هذه الغرفة الحزينة بعد أن ألقى
بأخر نظره في الحياة لوجه نوره .. خرج ليجد جميع الأهل والأقارب قادمين
ومنتظرين في طرقات المستشفى من اجل المباركة بالمولودة الجديدة عجب الجميع
لما يعلو وجه خالد من الحزن حاولو سؤاله عما به انه اخترق هذا الاجتماع
بصمت ودموعه تسيل وتسقط على وجه رحيل وكأنها هي تبكي لفراق والدتها الحبيبة
.. حل جميع من كان في المستشفى بصمت رهيب إزاء هذا الموقف نظر خالد إلى
رحيل همس لها : " لن أنسى وصية والدتك ألا خيره وسأظل معك إلى أخر يوم في
عمري اكمل خالد رحيله مع رحيل ليخرج من المستشفى لتنتهي به رحلة هذا العناء
إلى بيت تجتمع فيه كل الذكريات الجميلة .. حتما القدر على خالد أن يمتطي
صهوة ذلك الحصان الذي جر به مسرعا ليضعه على ارض الحزن والعذاب .
حتم عليه القدر ان يركب على زورق صنعت مقاعده من دموع العذاب ...
وزخرفت اخشابه بخطوط الحزن والوان الالم .. ليقطع بحرا واسعا رسمت عليه
جميع ذكريات الماضي ..
لينتهي به المطاف الى شاطى خيم عليه الظلام ..
الى عالم صامت يحاول الهروب من الحقيقه ..

هكذا عاش خالد حياته البائسة في عالم من الصمت والسكون في دنيا مظلمة هادئة
سار قطار الحزن بخالد في هذه الحياة ليقطع هو ورحيل من هذه الدنيا 18
عاماً.

عاشت رحيل حياة عاديه..تنعم بحنان الأب وعطفه..لكنها كثيراً ما يشغلها
علامات الحزن المرتسمة على وجه أبيها منذ أول نظره خرجت فيها من الحياة..

عاش خالد حياة روتينية..كان يذهب للعمل في الصباح ثم يعود إلى البيت لينفرد
في تلك الغرفة المظلمة التي لطالما حاولت رحيل معرفة سرها والدخول إليها
لكن دون جدوى.

في يوم عاد خالد من العمل اخذ طريقه ليدخل في عالم الأحزان من جديد اذا
بجرس الهاتف يوقف سير خالد :

"نعم من المتكلم ..وعليكم السلام ورحمة الله ..حسنا لحظه من فضلك .." رحيل
..رحيل ..الهاتف يا ابنتي جاءت رحيل مسرعة وابتسامتها المليئة بالأمل تعلو
شفتيها نظر خالد إليها ..كأنها هي تشبهها في كل شي ..تشبهها في نظراتها في
ابتسامتها في وجهها وفي شعرها وفي كل شي .

لم يتمالك خالد في هذه الحظه نفسه ..فسالت دموعا حارقه من عينه نظرت له
رحيل " مآبك يا أبى .." ابتسم لها ابتسامه حز ينه واكتفى بالصمت واكمل
طريقه ليدخل غرفة الأحزان وحده .

أصاب رحيل الخوف على والدها طرقت الباب كثير حاولت سماع صوته ولكن لم ينطق
بكلمة واحده ..قررت أخير أن تدخل إلى هذه الغرفة لتطمئن على والدها.. فتحت
الباب لتقف مندهشة لما ترى ..!!

إنها غرفة حز ينه ..فيها تجمعت كل الذكريات ..فيها لم يتغير شي اكثر من 18
عاماً ..فيها صورا كثيرة لنوره وصورا ليوم الزفاف وغيرها وفيها ملابس نوره
التي بات عليها مرور الزمن ..لكن خالد أبقي كل شي لعله يخفف على نفسه
العذاب .

نظرت رحيل إلى والدها الذي حضن بين ذراعيه ثوب الزفاف الأبيض الذي تحول إلى
كفن لفى بهي جسد نوره ..

همست رحيل بصوت حزين "أمي "

قال لها "تعالي يا رحيل اقتربي اجلسي بجانبي "

اقتربت ..جلست ..وإذا بها تضع يدها على إحدى الصور وعيناها تنهمران بالدموع
..ثم قالت هذه أمي ..هذه التي لم أحاول في يوم أسال عنها ..لم اعرف لماذا
..

لكن قاطعها والدها بصوت حزين" والدتك كانت تتمنى مجيئك بفارغ الصبر لكن
القدر عندما آتي بك رحل بها وبعد رحيلها ...لا تزال ذكراها تجول في خاطري
فيكاد القلب يتمزق من الأسى ..ويحترق الفؤاد شوق لها ..أواسى نفسي ولكن
..هيهات أن يسلو القلب عن اعز إنسان في حياته كريم ..حنون ..معطاء ..

وكل الصفات النبيلة تأخذ معناه منه تلك هي أمك يرحمها الله .

نظرت رحيل إلى والدها نظرات تتخللها الدموع ..ثم ارتمت في احظانه وهي تبكي
"أنا احب أمي ..احبها " مد خالد نظارته اتجاه تلك الصورة المرمية في طرف
الغرفة ثم همس أنا أيضا احبها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tariqko.yoo7.com
ليلين

نائبة المدير العام
نائبة المدير العام
ليلين


عدد المساهمات : 210
الجنس انثى
وطني : تحفةالنظار............. 1jorda10
السٌّمعَة 0
نقاط 53505
احترام القوانين : تحفةالنظار............. 610

تحفةالنظار............. Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحفةالنظار.............   تحفةالنظار............. I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2010, 07:45

شكرا على القصة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحفةالنظار.............
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نور الصباح ::  ::   :: القصص و الروايات-
انتقل الى: