حلم..ضائع

حلم..ضائع

ماذا..؟ نعم..لقد طلقها..المشكلة لديها طفلان..تخرج والدتي..تغلق الباب
خلفها..مسكينة هي..تذكرتها..يا إلهي..لقد كانت قرينة طفولتي..مرحي
وسعادتي..ثم إنها ابنة عمي..لم أشعر بفقدهم يوما..إلى أن رحلوا في ذلك
اليوم الأليم..لازلت اذكره..عندما عدت للمنزل..ووجدتهم يستعدون للرحيل..كم
هو مؤلم خلاف الأخوة.....
تحزم الأمتعة..تحمل الحقائب..عمي لا ينظر إلى أحد..وجهه إما يكون هناك أو
ينظر للأرض بغضب شديد....
وتخرج عالية..لم تكن تجيد ارتداء العباءة بعد..تنظر بخوف إليّ..يا
إلهي..خفقان قلبي..لم اشعر به قبل الآن..يكاد أن يحدث شيء بين أضلعي..يا
إلهي كم هي جميلة الآن..ينهرها أباها..هيا اصعدي.....
وتتحرك العربة..والحقائب المشدودة بحبل فوقها..تسير ببطء..وترحل..
يا إلهي أحس بسواد الدنيا..يا إلهي إنني أحبها ..نعم أحبها..انطلق إلى سطح
المنزل..أرقبهم..كم أتمنى أن تتعطل تلك العربة..أو يتنازل عمي ويعود..هيا
يا عم..أرجوك عد..عد وستعود حياتي معكم..تعطلي أيتها العربة..أفيق..يا
إلهي..حتى غبارهم قد تلاشى..
امضي أياما لا أتناول أيّ شيء..كراهية للأكل..للشرب..للنوم..أصبح الوادي
مقفراً.. مملاً..لم يعد لي هواً باللعب أو المرح..
ذلك اليوم..يدخل والدي غرفتي..لم يفعلها منذ زمن..هاه..كيف الدراسة.؟
جيدة..لا تحاول أن تكذب..فلقد لقيت أستاذك..وهمس لي بأن تقريرك ليس
كالعادة.
أنا لست بصدد إلقاء محاضرة..هذا مستقبلك..وأنت حر..انظر إليه والغضب والألم
يـأخذاني بعيداً عن كلامه..لماذا يا أبي.؟ لم تجبر أخاك على الرحيل..دائما
تلقي الأوامر فقط..لا تقبل رأياً آخر..مهما يكن صائباً..أبي هل تعلم أن
عالية رحلت معهم..إن كنت لا ترغب في أخاك فذاك شأنك..لكنني أرغب في عالية
وأحبها..أفيق..ما يزال يصدر فرماناته العقيمة..يجب أن تهتم فلم يعد أمامك
سوى هذه السنة..لتحدد بها حياتك..أحياناً أشعر أنه منطقي أكثر من
غيره..تذكرتها..نعم..سأجتهد لأتخرج والحق بهم في المدينة..
قتل الخيال..جد واجتهاد..إجبار للنفس..أمي الحبيبة دائماً
جاهزة..ملابس..أكل..دعاء..
تأتيني يوماً..باسمةًً تحدثني..إنني أدعو الله كل لحظة أن تكون من
نصيبك..فهي مؤدبة وجميلة ويكفي أنها عاشت معنا هنا في هذا المنزل
الواسع..لكن المهم هو أن تشد حيلك وتتخرج..وتنهي الجامعة بعدها..ألجمتني
الدهشة..أمي تعرف كل شيء..لكن كيف.؟
تمر الساعات ثقالاً والأيام طولاً..
ننتظر النتيجة..يهاتفنا والدي من العمل..مبروك يا
بطل..امتياز..أصرخ..تأتيني والدتي مفزوعة..وأخوتي الصغار لا يفقهون
شيئاً..أقبلها..هم أيضا يقبلونها..ما أجمل الفرح والنجاح..لكن وجهها متغير
تماماً..أمي ما بك.؟
ألست فرحة..؟ بلى يا حبيبي..لكنني أرى دمعة تجافيها بين جفونها..يا إلهي
تبكي..بل تجهش بالبكاء..أماه..بالله عليك مالذي حدث ولم هذه الدموع
والبكاء..تختلط دموعها بكلماتها..تتحدث بصعوبة..عالية..ما بها.؟
رغم صغر سنها سيزوجونها في هذا الصيف..صدمة عنيفة..دمعة متحجرة..أكبت كل
شيء في داخلي..كي لا تحزن أمي..أتماسك..أتحدث..من أخبرك.؟
لقد جاء الخبر وتأكد..أتمرد على قلبي..
وماذا يعني ذلك.؟ نصيبها وجاها والله يوفقها..اقترب منها...
أمي.. دموعك هذه ببنات العالم كله..الأمر لا يستحق..أمسح على خدها
الطاهر..اقبلها..أخرج سريعاً قبل أن يفضح أمري..أنطلق للوادي..دمع حار أحس
به على وجنتي..أرتقي ربوة..في طرف قريتي..حتى الذكريات والطيف الغالي لا
أرغب باجترارهما..
ويحين الغروب..التفت نحو قريتي..مسرح طفولتي وحبي الأول..حب البراءة
والطهر..ازفر زفرة..كم أتمنى لها التوفيق..أعود لمنزلنا..أياماً..أستلم
شهادتي..لاشيء سوى العلم أمامي..
التحق بكلية الطب..سنينا..أتخرج بتفوق..
عملي..هو كل ما لدي...
الآن يقولون أنها طلقت..ولديها طفلان..
أتذكر..أنها قالت ذات مرة..
ابن عمي..احبك.............

قصة رائعة
الحب ما إلة نهايه
الاتنين بحبو بعض
لازم ما حد يدخل بينهم
شكرا على الموضوع