قصيرة

كان يومٌ صغير، يلهو على
نسمات الرغيف، رموشه البريئة، تتراقص على بريق شمس حبيبته، كعادتها هي من
تَمُرّ كل صباح، تدخل البيت، تطهوا فنجان القهوة على شوقها أن يكبر معها،
يشاركان الفطور سويا، يخرجان ..
ويَعُدان حروف الحياة بكل سذاجة، عند كل غروب، يركض في شكل الغدير نحو
النهر،و يجمع ورود شمس لشمس والزنابق البيض في الصدر، هدية الحضور
كفه والساعد القصير يصارعان كل مساء غروبها، يمينا شمالا.. شمالا يمينا
والكل على أمل الأفق، اليوم ينفض صدره من خطايا الغبار الكل ينام واليوم
ينام.. لكن على لقاء شمس غدا، غالبا ما كان يرسم شمس دون أن يُكمل رسمه،
لتحتضنه راحة النوم الهادئة...
أتسمعون عصافيرٌ بين حبات المِسك تتلاعب على الطرقات، وقرب البيت
وغناء شمس مع أمواج شعرها يتسللان بين النافذة وبوابة البيت،قطته صغيرة..
لكنها كل صباح تفتح الباب، ويخرج اليوم دون أي كلام..
للفم رائحة الصباح.. وشمس تغتسل جانب النهر، شعاعها وضاح، يخجلان في هدوء
كأنهما ألحان النسيم أو كأنهما شباب في طهرة الخجل..
اليوم يحب القهوة كونها سمراء، ويكره الشاي كونه أحمر
لكن حبيبته شقراء.. والتي تطهو بكل مَهل قهوته على لهب جمرها، أن يجمعهما
الليل والنهار
ولا زالت تسافر،حيث تلتقط حروف الحياة..
اليوم يجمع بشغف مهر شمسٍ حبيبته.. كان منهمكا منشغلا طوال النهار دون أن
يودع غروب حبيبته، بكل الخيبة عاد مكسور الوجدان
استلقى في شكل الحطام، دون أن يُتمّ رسم شمسٍ حبيبته، نامت دمعة في عينيه،
واستيقظ البُأس..
قبل أن يُعلن المسكين نومه، كان يكره الشاي الأحمر، وغالبا ما السّهر شق
صدره نبيذا أحمر.. غنّى البُأس هذا الصباح، اليوم سكران تُقلِبه آهات
حبيبته واليوم دون شمس إلا صراخها يتخطى المكان..
سُمرتي تتساءل..؟؟ قالوا مِن غزة
متى تعود..؟؟ إنها محاصرة...