مزيان طارق
عدد المساهمات : 844 وطني : 0 139194 احترام القوانين :
| موضوع: على مشارف المدينة الثلاثاء 09 فبراير 2010, 14:20 | |
| على مشارف المدينة
مع الاصفرار انطلق صاحبنا من مأواه على غير هدى ، يتوكأ عصاه الخشبية الخشنة
أنهكه السير ، ونالت منه أنياب النوائب ومخلفات الكوارث والعاهات ،
يئن أنين المثخن بجراح أصابت جسده ومخيلته وذاكرته
لولا استعانته بعصاه لعجز منذ سنوات خلت
خلفه ابنه الأكبر ، يحث الخطى ويسرع للحاق به
على مسافة بينهما ، سأله عن وجهته
-تردد في الجواب ، لانه لا يدري ،
ثم استدرك الجواب
سأرحل إلى مدينة قريبة ، يقال إنها على مرمى البصر .
وأشار بسبابة ناعمة حادة مرتعشة نحو الافق في اتجاه حمرة الشفق ،
قائلا :
هناك وراء الأكمة الحاجبة للضياء
صمت الابن قليلا وسأل :
ما اسم هذه المدينة ؟
المدينة اسمها المدينة ..
هكذا سمعت كل من تحدث عنها ينعتها بالمدينة
ومن يقطنها ؟
يقيم بها مؤقتا قوم رحلوا قسرا إليها بعد أن لفظتهم مآويهم وتنكر لهم أهلهم.
يعيشون على ما يبدو في سكينة ووئام
وحدثني من قرأ عن المدينة ...
أن شوارعها مقفرة وإقاماتها متراصة متجاورة ،
وفضاؤها شاسع وفسيح ،
تستقبل يوميا زوارها بحفاوة ،
تتكفل بهم ، ولا تفرط في أي منهم
هل هم سواء في السعة والدعة والرفاه ؟
قالوا :
منهم من يعيش في ضيق وضنك ،
وإن البيت هناك إما تنور موقد أو روضة مزهرة
يصنفون حسب رصيد عيشهم هنا ،
تجارتهم هي سوابقهم التي مهدت لحلولهم بالمدينة ،
وهي معيار التفاضل والتمايز بينهم
غريبة هذه المدينة ، كم أنا في شوق لزيارتها
أود معرفة المزيد عنها
ليتني أحظى بلقاء أحد المنعمين من سكانها ، لأعرف منه حقيقة أمرهم بها
لم يعد منهم أحد ، ولا أعتقد أنه يسمح لهم بمغادرتها
| |
|