مزيان طارق
عدد المساهمات : 844 وطني : 0 139194 احترام القوانين :
| موضوع: الثقافة بين الرأي والرأي الآخر الإثنين 08 فبراير 2010, 16:47 | |
| للثقافة تعريفات تنوعت بتنوع المدارس الأدبية والثقافية الشيء الذي أدخل تعريفاتها في مسارات فكرية وتحليلية متناقضة حينا ومتضاربة أحيانا بل يصعب تحديد تعريف جامع مانع لها ومع ذلك اجتمعت جلها ؛ إن لم أقل كلها أنها : أي (الثقافة) هي بمثابة المرآة الحقيقية لعكس سلوكات المجتمعات السابقة والحاضرة واللاحقة وبذلك تكون قد اكتسبت أهمية قصوى في ترجمة نهضة الأمم والشعوب ، وتحضير أجيالها لحمل مشعل الاستمرار . والثقافة في حد ذاتها بذلك تكون هي تلك الكلمة المعبرة عن المجتمعات ماضيها وحاضرها والمتطلعة إلى مستقبلها فهي إذن خلاصة حصيلة صراع أبناء المجتمعات وكل شيء من حولنا من آداب وتاريخ وفنون وغيرها من السلوكات الحياتية بأساليبها المتنوعة تنوع بيئتها وحضور فاعل بالتأثير والتأثر . والثقافة نافعة في بلد مسايرة لعقيدة أبنائه وعاداتهم وتقاليدهم بين العرف والقانون والدين قد تكون ضارة منتقَدَة في بلد آخر مختلف عنه في الدين أو القانون أو الأعراف أو كلها مجتمعة أو بعضها تحمل داخل كل مجتمع بذلته بما يحمل المجتمع من عقيدة وتأثر بجذورها . وبذلك تتباين التعاريف وتتشكل على شاكلة المجتمعات ومسارات تطورها. فإذا ما قارنا على سبيل المثال لا الحصر الثقافة الغربية بالثقافة الشرقية أو قارنا إحداهما بالثقافة العربية نجد لكل خصوصياته وتعاريفه وبنياته والمتحكمات في هذه المسماة ( الثقافة ) ولكل ميزاته ومميزاته وثوابته التي تفرض على المثقف الالتزام بها دون تسطير لذلك وإنما لكونه ابن تلك البيئة التي ينتمي إليها فيحمل ما تحمله البيئة - ولنقل محيطه – من تفاعلات وتناغمات وتماهي مع الفكر والسياسة والتوجه الديني والعقائدي وبذلك يكون المجتمع نفسه سوقا مفتوحة مشكلة أرضا خصبة للتبضع والبضاعة هنا هي الثقافة البضاعة التي يمكن القول عنها ( بضاعتنا ردت إلينا ) فهي بمثابة رصد للمجتمع تأخذ منه كل شيء لترد إليه كل شيء بعد الفحص والتدقيق في تفاصيله وبين سطوره تلكم إذن هي الثقافة إنها مفهوم شامل لكل ما يعلنه السلوك الإنساني إنها المعرفة المبنية على تعرف الأشياء - ( من فكر وعادات وتقاليد ومعتقدات) - من ذاتها بذاتها أو لذاتها بدواتها في وسطها وهي أيضا تعلم الأشياء من الشيء وتعلم الشيء من الأشياء مع احترام كامل لخصوصياتها بين ذويها | |
|