منتديات نور الصباح
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 133893537771
منتديات نور الصباح
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 133893537771
منتديات نور الصباح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةنور الصباحأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 -=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مزيان طارق

-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 9s000642
مزيان طارق


عدد المساهمات : 844
الجنس ذكر
وطني : -=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 1moroc10
السٌّمعَة 0
نقاط 139194
احترام القوانين : -=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 110

-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق Empty
مُساهمةموضوع: -=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق   -=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق I_icon_minitimeالخميس 14 يناير 2010, 06:39



<TABLE id=AutoNumber2 style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="95%" background=http://www.specially4u.net/r/4_ash.jpg border=0>

<TR>
<td width="100%">
<TABLE id=AutoNumber3 style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="99%" background=http://www.specially4u.net/r/4_faltoo.jpg border=0>

<TR>
<td width="100%">
<TABLE id=AutoNumber4 style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="95%" background=http://www.specially4u.net/r/4_ash.jpg border=0>

<TR>
<td width="100%">
<TABLE id=AutoNumber5 style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="99%" background=http://www.specially4u.net/r/4_chati.jpg border=0>

<TR>
<td align=middle width="100%">حمم الفجر الملتهبة
</SPAN></SPAN> </SPAN>أرخى الليل عليَّ سدوله مذكرا إياي بما لم أجرؤ على تناسيه و لو للحظات طيلة عام مضى. كنت أجلس و ظلمة المكان تحفني، أضم إليَّ جسدي و ألفه بذراعيَّ كطفل تاه عن أمه و جلس منزويا يترقب عودتها. </SPAN>


-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق Icon

</SPAN>

</SPAN>كانت النافذة المواجهة لي مشرعة مما سمح لموجات الشمال الباردة بالتوغل في أعماق جسدي الساكن حتى خلت نفسي إحدى نسماتها الباردة تحملها حبات برد تجابه بنقائها عتمة الليل الداكن لكنه ما يلبث أن ينتصر هيلمان الدجى و تذوب حبات البرد في فضاءاته فأعود لأجدني لا زلت متكورة أضم إليَّ جسدي، و أعانقه بذراعيّ.</SPAN>

</SPAN></SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar


</SPAN></SPAN> </SPAN>كانت دقات عقارب الساعة مخنوقة على أعتاب حركتها الدورانية التي لا تتوقف. كنت أشعر بها رغم أنني لا أسمعها . كنت أشعر بهمساتها و هي تقترب. يمر الوقت و هي تقترب أكثر فأكثر ،و أنا أتساءل </SPAN>بيني و بين نفسي "ألا أستطيع إيقافها؟ ألا أستطيع منعها من النبش في دفاتر ذاكرتي؟ ألا يمكن أن تتوقف لوحدها؟ ألا يمكن أن تقف دقيقة حدادا على من كانوا قد رحلوا طيلة أيام خلت في عام أفل نجمه؟"</SPAN>

أسئلة و أسئلة و أسئلة ،ثم يأتي الجواب مخيبا مستسلما "أعلم أنني لا أستطيع ،و أنها لن تتوقف ".</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar


</SPAN></SPAN> </SPAN>كان الضوء المتسلل من الشارع عبر النافذة منعكسا على الساعة المشنوقة على جدار الغرفة ،الأمر الذي جعلني قادرة على مراقبة عقاربها الراكضة في حلقة مفرغة بلا هدف سوى أنها تقربني أكثر فأكثر من لحظة بداية الحكاية. </SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>الرابعة و النصف ، الرابعة و النصف و دقيقة ، الرابعة و النصف و دقيقتان ... الخامسة إلا ثلث ... الخامسة إلا ربع و دقيقة ، الخامسة إلا ربع و دقيقتان ... الخامسة إلا عشرة. " هيا انهضا " قلتها و أنا أمد يديّ تحت الغطاء برفق ،و أخرجت طفليَّ ذوي الأطراف البلاستيكية و الأحشاء القطنية. قبلت رأسيهما الأملسين كما اعتدت أن أفعل كل ليلة قبل نومي إلا الليلة لأنني لم أنم. أجلست الصغير في حضن الكبير ،و ضممتهما إلى جواري و قلت :" اسمعا حكايتي فما عاد القلب قادرا على صونها بداخله وحيدة. استرا دمعي الذي لم ترياه حتى اليوم فقد يسقط خجِلا على أيديكما الصغيرة. لا تبكيا فزمن الدموع قد ولى يا صغيريّ".</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>الخامسة إلا خمس دقائق، فجر يوم الأحد الحادي عشر من يناير لعام ألفين و تسعة. ظلمة قاتمة ،طائرات هادرة ،حمم مستعرة، أنفاس لاهجة، أعين ناعسة، و أجساد هدها طول السهد فاستسلمت نائمة. "حور العين تناديني .. فدعيني أماه دعيني" انطلق صوت هاتفي إلى جواري منبها فاستيقظت و أسكته مسرعة خشية أن يوقظ والديَّ و إخوتي النائمين إلى جواري. بهدوء حملت هاتفي و نهضت مستعينة بضوء صغير ليكشف لي ملامح الطريق بعيدا عن أجسادهم الممدة بطول غرفة الجلوس التي أصبحت غرفة نوم لأفراد أسرتي الصغيرة طوال أيام الحرب ظنا منا أنها أكثر أمنا من الغرف الموزعة على أطراف المنزل. توضأت و توجهت إلى غرفتي التي خلت من معالم الحياة بعد أن هجرتها و اتخذت سواها مخدعا و مأمنا. وضعت هاتفي على المكتب قبالتي ، و نويت صلاة ركعتي تهجد قبل أن يدخل وقت صلاة الفجر. دخلت في صلاتي و أطلت السجود الأخير حيث دعوت طويلا "اللهم احفظ أهلي و دياري ... اللهم احفظ أهلي و دياري" ثم اعتدلت جالسة لأقرأ التشهد و إذ بصوت انفجار هائل صم آذاني و دفعني بعيدا عن سجادة صلاتي فأتممت التشهد و سلمت بسرعة و ذهبت أركض حيث والديّ و أشقائي. وجدتهم جميعا قد نهضوا كلٌ يحمل مصباحه الصغير و يجول في المنزل بحثا عن الجزء المستهدف فيه لكننا فوجئنا بأن كل شيء كان لا يزال سليما. </SPAN>

</SPAN>- </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>" أنا متأكدة أن هذا القصف كان باتجاه شقة عمكم. أرجوك يا محمد تعال معي لنطمئن عليهم" قالتها أمي مخاطبة شقيقي ثم فتحت الباب و خرجا بسرعة ليجدا عمي واقفا قرب باب شقته ،و وقفت أنا أراقبهم من الداخل .</SPAN></SPAN>

- </SPAN></SPAN></SPAN>" هل أنتم بخير جميعا"</SPAN></SPAN> </SPAN>

</SPAN>- </SPAN></SPAN></SPAN></SPAN></SPAN>" أجل كلنا بخير و أنتم؟"</SPAN></SPAN> </SPAN>

- </SPAN></SPAN></SPAN>نحن كذلك ،لكن أين كان هذا القصف. صوته قريب جدا "... و قبل أن يتموا كلماتهم كان الصاروخ الثاني قد سقط منفجرا على السلم أمامهم فصم آذاننا، و خلع باب الشقة دافعا والدتي و شقيقي إلى الداخل و علا غبار أبيض نتيجة تهدم الطابق العلوي و الدرج المؤدي إليه. صرخ عمي بأعلى صوته "القصف يستهدفنا. انزلوا بسرعة" و دخل إلى شقته مسرعا لينزل زوجته و أطفاله . صرخت بنا أمي :" تشاهدوا يا ماما .تشاهدوا و انزلوا . تشاهدوا".</SPAN></SPAN> </SPAN>

لا أدري حينها ما الذي دفعني للذهاب إلى غرفتي بدل النزول و مغادرة الشقة. جلت فيها بنظرات خاطفة لا أعلم ماذا أريد منها. نظرت إلى كتبي المرتبة على مكتبي تنتظر انتهاء الحرب لأعاود احتضانها . نظرت إلى خزانة ملابسي . نظرت إلى فراشي العاري الذي ناشدني طيلة أيام مضت ألا أتركه و حيدا يعاني برد الليل و وحشته. نظرت إلى سجادة صلاتي التي لا زالت مفروشة تنتظرني لأتم عليها صلاتي كما عهدتني منذ سنين. عاودني صوت أمي و هي تصرخ" تشاهدوا و انزلوا" فحملت هاتفي عن مكتبي و خرجت بسرعة . مررت بغرفة الجلوس و أنا أركض فلمحت طفلي بملابسه البيضاء و أطرافه البلاستيكية و جسده القطني ينتظرني لأصحبه معي بعيدا عن الحمم المتساقطة من السماء. توقفت لأحضره </SPAN>

لكنني فوجئت بثلاثة من أطفال عمي قد دخلوا شقتنا و وقفوا يبكون لا يدرون أين يذهبون في هذه العتمة الحالكة. عدت أدراجي و نسيت أمر طفلي و قلت لهم: "ماذا تفعلون هنا؟ هيا انزلوا بسرعة" دفعتهم أمامي و أنرت الطريق مستعينة بمصباحي و بدؤوا ينزلون ثم توقف أحدهم و انفجر باكيا يقول لي :" أريد حذائي ، الحجارة على الدرج تؤلمني .أحضري لي حذاءً ". تلفت خلفي إلى شقتهم فوجدتها ظلاما دامسا و ما عاد هناك وقت للدخول و البحث فطمأنته قائلة :" انزل الآن و آتيك بحذاء فيما بعد "</SPAN>

كنا جميعا نجري على السلالم و نتدافع خارج العمارة . كنا نركض في الشارع على غير هدى و ننادي على جيراننا ليغادروا منازلهم بسرعة فانضموا إلينا يركضون. قبل أن نبتعد كان الصاروخ الثالث يدك الطوابق العليا من البناء مسببا تناثر الحجارة و الزجاج حتى مسافات بعيدة. نظرت حولي و أنا أركض علِّي أرى إخوتي لكنني لم أستطع فالظلام كان شديدا و الكهرباء كنا قد نسينا شكلها منذ عشرة أيام. </SPAN>

</SPAN>
</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>تجاوزنا شارع بيتنا ثم انعطفنا يمينا ففتح لنا أحد الجيران بيته و قال :"ادخلوا إلى هنا ، لن يطالكم أذى بإذن الله". دخلنا غرفة صغيرة معتمة أخذ كلٌ منا له بقعة وقف فيها. بقي الرجال و الشباب بالخارج واقفين يراقبون عن بعد . كلنا كنا ننتظر الصاروخ الرابع الذي سينهي كل شيء. كنت في الغرفة أقف مسندة جسدي إلى جدار لا أعلم من يشاركني فيه أو من يجلس إلى جواري أو أمامي. لم أكن أعلم شيئا سوى أنني كنت أنتظر كما ينتظر الجميع لحظة الحسم التي لم يطل انتظارنا لها. صدح صوت آذان الفجر من المآذن البعيدة فاغتاله صوت الصاروخ الرابع من طائرة </SPAN>f16</SPAN>

و الذي أحال البناء إلى جمرة من نيران موقدة. أسندت رأسي إلى الجدار و أرخيت جسدي قائلة: " انتهى ".</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar


</SPAN></SPAN> </SPAN>مكثنا عدة دقائق بعد الصاروخ الأخير ثم خرجنا من بيت الجيران و وقفنا ننظر إلى شيء أشبه بفوهة بركان انفجرت فسالت أودية ملتهبة منها تلتهم كل ما يصادفها.</SPAN>

كانت سيارات الإطفاء قد وصلت و بدأت عملها ،و المسعفون ينادون عبر مكبرات الصوت :"أحضروا الجرحى إلى هنا. أحضروا الجرحى إلى هنا". توجه إليهم والدي و قال :" لا يوجد جرحى بفضل الله " ، ثم أشار علينا بالذهاب إلى بيت عمتي في حارة قريبة فاستجبنا طائعين.</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar


</SPAN></SPAN> </SPAN>صليت الفجر هناك و بقيت جالسة على أريكة لم أبارحها حتى طلع الصباح. كنت أنظر إلى أبناء أعمامي الصغار الذين نسوا ما كان قبل دقائق و انسجموا في اللعب و الحديث دون أن يدركوا أنهم ما عادوا يملكون سوى أرواحهم التي تحتضنها صدورهم، و ملابس نومهم التي خرجوا بها.</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>عند السابعة تقريبا ، نهضت و قررت التوجه إلى حارتنا لأرى ما بقي من منزلنا. نظرت إلى نفسي قبل أن أغادر فوجدتني لا أزال بملابس الصلاة و ملابس النوم تحتها. فكرت للحظات كيف سأخرج هكذا و الشوارع ملآ بالجيران ، ثم تنبهت إلى أنني لم أعد أملك سواها أصلا فغادرت مع أمي إلى حيث كان منزلنا رابضا قبل ساعتين.</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>في الطريق إلى بيتنا، شعرت أنني أمر بمنطقة لفها إعصار أو ضربها زلزال مدمر. كان الطريق معبدا بالزجاج المتناثر من نوافذ بيوت الجيران. و كانت أعمدة الكهرباء منها المائل و منها الممدد أرضا تتدلى منها أسلاكها التي تخلو من أي نبضات أو شحنات قد تدل على وجود حياة تدب فيها. سرنا قليلا ثم انعطفنا ودخلنا شارع حارتنا. أُخمدت النيران هناك لكن الأبخرة كانت لا تزال تتصاعد من البناء المدمر. بقيت عيناي معلقتان هناك للحظات أنظر إلى ما آل إليه جهد عشرين عاما من عمر حياتنا و الذي استحال إلى كومة حجارة خبت فيها جذوة الحياة فتناثرت مقتولة في كل مكان. لم أكن أصدق حينها أن تلك الأكوام هي حصيلة خمس طوابق فيها سبع شقق سكنية لم يبخل عليها ساكنوها بشيء. أمعنت النظر طويلا بينما كانت أمي تبتسم و تصافح جاراتنا اللواتي كن يبكين على بيوتهن المتضررة بفعل القصف الذي استهدف عمارتنا و </SPAN>تعتذر منهن فيجبنها و العبرات تخنق أصواتهن :" ماذا تقولين يا أم محمد ؟ أنتم خير جيران و لا دخل لكم فيما حصل . اللهم انتقم من اليهود و دمر مساكنهم". صافحتهم و عدت مع والدتي إلى بيت عمتي حيث شربنا الشاي ثم دخلت إلى غرفة الفتيات و ألقيت بجسدي على أحد الأسرَّة </SPAN>أحاول النوم قليلا لأمنع دموعي المتدافعة على بوابة محجري من النزول. مكثت غير بعيد ثم نهضت متوجهة إلى غرفة الجلوس حيث كانت النساء جالسات.</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>هناك وجدت صديقة أمي المقربة قد أتت و معها ابنتها التي هي أقرب صديقاتي إلى قلبي .سلمت عليها ثم توجهت لأسلم على صديقتي فرأيت دمعا في عينيها فأيقنت أنها كانت تبكي قبل أن تأتي إليّ. قربتني منها لأقبلها لكنني خشيت أن ألوثها بملابسي التي علاها سواد إثر رماد متطاير علق بها فقلت لها مبتسمة و كلي شوق لاحتضانها :" سألوث ثيابك " فضمتني إليها بقوة و قبلتني فكان حضنها لحظة ضعف تناثرت فيه دموعي لأول مرة منذ بدأت ساعات الحكاية. </SPAN>بعد الغداء غادرنا إلى منزلهم أنا و شقيقتي حيث ألبسونا من ملابسهم و أهدونا بضع قطع أخرى من الملابس لحين تحسن الأوضاع . ألحت علي صديقتي طويلا أن أبيت عندها لكنني فضلت أن أقضي الليلة الأولى بعد الحادثة مع أسرتي لنشد من أزر بعضنا لكن للأسف لم تكن الغرفة التي أخذناها في بيت عمتي تكفي لنا جميعا فغادرت إلى غرفة أخرى بعيدا عن والديّ و أشقائي.</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>في تلك الليلة لم يغمض لي جفن. افتقدت أسرتي التي ما اعتدت أن أبتعد عنها. افتقدت كذلك صغيري الذي بقي هناك تحت الركام ينتظر أن أعود لآتي به فهو يعلم يقينا أنني لم أستغنِ عنه طيلة اثني عشر عاما قضاها نائما إلى جواري كلما نمت. أظنه لا زال يذكر كلماتي التي كنت أرددها كلما طلب إليَّ أحد أن" أكبر" و أستغني عنه فأجيبهم:" خذوا كل الدمى فأنا لا أحبها و لا أهتم لأمرها، لكن هذا لا. هذا ابني منذ كنت في السابعة من عمري و سيبقى معي حتى أستبدله بآخر حقيقي يكون من صلبي أنا. أما قبل ذلك فلا تحلموا بأنني قد أتخلى عنه". للأسف صغيري حاولت أن أصطحبك معي لكنني لم أستطع. حنثت بوعدي رغما عني فسامحني لأنني لم أخلص لك كما ينبغي .</SPAN>

</SPAN></SPAN> </SPAN>قضيت الليلة جالسة كما أجلس الآن تماما أضم إليّ جسدي و أحتضنه بذراعي مبحرة في غياهب الذكريات.</SPAN>
</SPAN>
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق 4_bbar

</SPAN></SPAN> </SPAN>تنبهت من ذكرياتي على دمعة ساخنة عانقت وجنتي فمسحتها بسرعة معاتبة نفسي :" ألم نتفق ألا تبكي ؟! ". نظرت إلى طفليّ الصغيرين إلى جواري و سألتهما :" أتعبتما ؟ أعتذر منكما حقا. ناما الآن فالحكاية طويلة و يكفي ما سمعتما منها".</SPAN>

أدخلت الصغيرين تحت الغطاء و غادرت فراشي فقد حان موعد الصلاة.</SPAN>

</SPAN>

</SPAN></SPAN>

</SPAN>آن أوان الفجر و اقتربت به عقارب الساعة من لحظات يتنفس فيها الصبح من جديد ليخط بحروف من نور أنه ما من ليل يدوم مهما اشتد اسوداده و طال عمر ساعاته فالصبح أضحى قريبا ... قريبا جدا بإذن الله .</SPAN>

</SPAN> بقلمي </SPAN>
11/1/2010م</SPAN> </SPAN> </SPAN>
</TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tariqko.yoo7.com
 
-=¤§ حمم الفجر الملتهبة §¤=- بقلب فلسطيني صادق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الفجر (خاشعة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نور الصباح ::  ::   :: القصص و الروايات-
انتقل الى: